‏إظهار الرسائل ذات التسميات اوراق متناثرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اوراق متناثرة. إظهار كافة الرسائل

14.5.24

ألا يمكن....؟

مليحة أفنان



"الا يمكن ان تكون الطبيعة الانسانية بفطرتها مجموعة من التناقضات لا تستطيع الانسجام والصفاء الا في تجربة عنيفة صارخة تطهرها من هذه الشوائب؟ الا يمكن ان يكون الحب وحده هو هذه التجربة؟ وهل من دليل على هذا اكثر من ان الذين عرفوا الحب هم وحدهم الذين يسيرون في طريق مشرقة واضحة ويعيشون بوجه واحد هو الوجه المستغرق في سحر الجمال الذي اسره ويعيشون ايضا بقلب واحد، لا يعرف التررد ولا الكذب ما دام قد باح بحبه؟"

(خواطر)

الأسطورة الخيالية الجميلة هي الحقيقة...

رفيق شرف




"الاسطورة الخيالية الجميلة هي الحقيقة التي تصنع العالم لانها ترفض ان تكون اياه... اليست هذه هي الثورة؟ لعبة ساذجة.. بريئة كل ما فيها من ادوات يمكن ان يكون نقيضا لما هو في الواقع، حتى الانسان"

"أوراق متناثرة"

2.5.24

مأساة العصر


علي خوجة


"مأساة العصر اقسى من ان تتيح للانسان ترميم وجوده باللجوء الى الحاسة، لان جيلا طويلا من الجبن والكذب يسمم الدم الحار ويرهق القلب النبيل، جيل من التردد اسدل الف ستار وستار بين الانسان والحقيقة، بين ارهاف الحاسة المبدع وينابيع المسرة والجمال على الارض"

6.3.18

للنظرة الأولى في كل حب مكانة ممتازة

أدهم اسماعيل



"للنظرة الأولى في كل حب مكانة ممتازة يتطلع إليها القلب الولهان في أشد الساعات ضيقاً وهماً. كيف حدث هذا؟ ذلك ما يردده القلب في كل حين... شعور عميق بأنه في هذه النظرة لم يكن يملك شيئا من مصيره، ألهية في يد الجمال، تفعل به ما تشاء. قلبي خضع للنظرة الاولى ولم يبح بكلمة. حاول مراراً أن يخنق ذلك التطلع الملح إلى وجه من يحب، لكن عبثاً حاول. في ذلك الحين كان كبحيرة صافية هادئة عبثت بأمواجها إلى الأبد رياح لا تكف. كان ثغراً مطمئناً للقبلات حدثه الغيب عن طعم سحري غريب، في بلاد نائية. كان عيناً ضاحكة أيقظ فيها الجمال حب المجهول فأصبحت تحن للرؤية، لا تعرف الاستقرار. هل أحببت من النظرة الأولى؟ ان للقلب عالما لا نستطيع معرفة شئ عنه. كل ما أذكره في مساء ذلك اليوم: انها جميلة... وكان وجهها الحلو يثب إلى خيالي بين حين وآخر، طوال الليل، حاملا معه جواً حبقاً برائحة الأساطير. ثم توارى أياما طوالاً. ماذا كان يفعل القلب خلال هذه الأيام الطوال؟ عندما رآها بعد ذلك لم يخفق ولم يضطرب. أين مضت نشوة النظرة الأولى؟ ان شيئا من الخوف كان يسدل ستاره على قلبي ويمنعه من النظر الى السمراء ثانية. هذا الخوف تفسره طبيعتي. طبيعتي تكره الحلم والخيال. طبيعتي من الرؤية واللمس. انها تنفر من كل ما هو وهم عابث".
(أوراق متناثرة)

27.2.18

في الحب طمأنينة الحياة

صدقي اسماعيل وزوجته عواطف الحفار حوالى العام 1955 

"مثلما يطمئن الجسد الى دفء الموقد في ليالي الشتاء، أجد في الحب طمأنينة الحياة. حبي لعواطف. ان وجودها الجميل يغمر كل شئ بالرقة والحنان. وعلى الرغم من أننا نعيش معاً، فانها لا تفارق خيالي طوال النهار. حين أغادر المنزل في الصباح، أجد ملامحها الفاتنة في مشرق الشمس. وعند الغروب أسمع همساتها الساحرة. كل شئ يضطرب في وجودي ويتبدل الا هذه العاطفة القاهرة. قصة حب كبيرة تتجدد كل يوم من البداية كل يوم من البداية مثلما تتجدد دورة النهار والليل"

(اوراق متناثرة)

3.1.18

يوميات


03 كانون الثاني 1960 - منتصف الليل

"الجأ إلى كتابة هذه اليوميات بعد أن شعرت بأنني أصبحت أتحدث إلى نفسي أكثر مما أتحدث الى الآخرين. منذ عامين وأكثر وأنا في عزلة فكرية موحشة على الرغم من أنني أعيش في ضوضاء لا نهاية لها من الاهتمام اليومي بالأشياء والحوادث والناس.

31.10.17

هل تكتهل الحواس فتعجز عن صداقة الأشياء؟

صدقي (يمين) ونعيم اسماعيل

"عبثاً أحاول أن أرجع إلى مشاعر الشباب الغضة. كنت الألوان والضياء وكانت ساعات النهار تنسكب في خلايا جسدي، الزهر الاصفر وزرقة السماء، وانسياب الأغصان الندية تحت ضوء الشمس، والوهج الأبيض على الرصيف. هل تكتهل الحواس أيضاً فتعجز عن صداقة الأشياء! أصبحت غريباً عن كل شئ، دخيلاً على العالم الخارجي، أبدأ منذ الصباح هذه الرحلة القاسية مع خواطري وأفكاري. أحمل دفاتري الى كل مكان، وأريد أن أكتب من أجل نفسي، فليس لدي ما أقوله للناس. ان هم الكتابة يسمم كل ساعات الطمأنينة والهناء في حياتي. انه يسحقني أحيانا. فلم يعد ثم ما اؤمن به الا أن أنسج من الكلمات صوراً تمنحني القليل من الراحة"
(أوراق متناثرة)

10.10.17

أشعر بالهم عندما لا أعرف ماذا أريد

(ادهم اسماعيل)

"أشعر بالهم عندما لا أعرف ماذا أريد. يبدو أن الطمأنينة لا تتوفر للانسان الا إذا تبين في وضوح القضية التي يعيش من أجلها. لست وحيداً في هذا الهم. جميع الشبان يبدون لي فريسة له. يقولون اننا ضائعون مهمومون لاننا نجهل غاية حياتنا، ولكن هل يجب أن يعيش الانسان "من أجل" شئ ما. وإذا كانت هناك غاية فهل من الضروري أن يعرفها الانسان، أو هل يستطيع؟ كان أبي نمودجاً حكيماً في حل هذه المشكلة، لهذا سلم أمره الى الله، لأن الله وحده هو الذي يعرف لماذا خلق الانسان. لكي نعرف لماذا نعيش يجب ان نعرف من نحن، ماذا نستطيع أن نفعل؟ هناك أناس يحدد لهم الآخرون ماذا يريدون. وأنا نفسي لم أختر قضيتي في الحياة، لقد نشأت فوجدتها أمامي واضحة كطريق القرية في أيام الصيف المشرقة. غير أنني لم أرفض شيئا. فقد أحببت الطريق التي شقت أمامي لأنه لا بد من طريق يسير فيه الانسان، وقد كفوني مؤونة البحث عن طريقي. ولست متأكدا من أنني كنت أستطيع أن أختار طريقاً أفضل"
(أوراق متناثرة) 

19.9.17

إذا شعرت بالكآبة فعد الى نفسك

(أدهم اسماعيل)

"قيل لي منذ القديم، إذا شعرت بالكآبة فعد الى نفسك. ها أنذا أعود إلى نفسي كي أرى غير الأشياء التي رأيتها وأحدق في ألوانها العجيبة، وأسمع أصواتها الموقعة... ليست لي ذكريات سوى البحر الأزرق، والجدران المهدمة وأوراق الشجر الخضراء، والتراب المنبسط كجانب من صحراء خاوية.
   أما الإنسان، فلا أعرف عنه شيئا، ولا أذكر من الآخرين إلا ملامح الوجوه وبريق العيون، والأيدي تتحرك هنا وهناك.
   ما زال الإنسان لغزاً عصياً، وذاك مصدر كآبتي. فقد نشأت وأنا أحب نفوس الناس وطباعهم قبل أن تستهويني الوجوه. إن كل ما في الجمال الإنساني من روعة يكمن في أعماق النفوس الطيبة، وللأشياء وحدها جمال الشكل واللون"
(أوراق متناثرة)

12.9.17

صباح تغرقه الأمطار الكابية


(أدهم اسماعيل)
"صباح تغرقه الأمطار الكابية، وتزمجر فيه الرعود العاتيات، والغيوم الهامدة في الآفاق تتكسر بألسنة البروق الرائعة، كما تنقصف الصحراء تحت أقدام الزلازل.
أية نشوة سحرية توقظها في الجوانح هذه الأعاصير! وأية شهوة جامحة تتحرك في الأعماق وتدعو إلى المغامرة... أية مغامرة؟ أن ينغمس الجسد في عاصفة لا تهدأ من عربدة الاحساس، وينسكب في حنايا الجسد كل ما في الجو من حركة ولون"
(أوراق متناثرة)

22.8.17

عزلة

    
(أدهم اسماعيل)

"منذ أيام وأنا في عزلة صامتة.
    تطل غرفتي على هضاب من الثلوج البيضاء، يخيل الي أنه لا نهاية الى الأفق البعيد الأغبر، حيث ترتفع أغصان الحور الداكنة بفروعها الرشيقة.

    منذ يومين والثلوج تتساقط في صمت كئيب، والسماء غائمة ترسل بين الحين والأخر موجة من الضباب تحتل كل آفاق المدينة، وتدفن البيوت النائية بغمرة من النثار الرمادي لا سبيل إلى وصفه الا بأنه يمكن أن يكون صورة للحزن العميق في مشاعر الأطفال. الأطفال يحبون الغيوم المتقطعة البيضاء التي تزحف في زرقة الفضاء واحدة تلو الأخرى، بذلك يستطيعون أن يعتبروها من أصدقائهم وأن يناجوها كما يناجون النجوم والأزهار، مثلما يفعل الشاعر.

    في كل عزلة من هذا القبيل، أعود إلى مشاعر الماضي وألغي كل شئ آخر فيه.. الحوادث والصور والأشخاص والأشياء.. أحاول أن أستعيد جميع العواطف التي عرفتها وجميع الاحساسات. وهناك احساسات عابرة في الماضي البعيد ألقيت بها في كهوف النسيان، وظننت أنها تلاشت إلى الأبد، فإذا بها تبعثُ من جديدمنذ أن توجهت بهذا النداء، كما لو أنها مختبئة وراء ضجيج الانفعالات الآنية.

    شعور غريب بأن ينبغي أن لا تدين المجرم مثلا، مهما تكن جريمته منافية للحس الأخلاقي، أو مؤذية للمجتمع، بل أن ما يدان به هو العمل الذي قام به. لماذا يعاقبُ الانسان من اجل نزوة عابرة؟ لكن ما العمل إذا كان الحقوقيون الذين يضعون قوانين القضاء لم يجدوا حلاً سليماً لهذه المشكلة؟

    وهذا التساؤل صدر أيضا عن أبي... خلال الأحاديث الهادئة التي كان يثير مواضيعها بنفسه، في سهرات الشتاء الوادعة. ان مثل هذه الذكريات هي مثار عديب للمشاعر المختبئة. في ليالي الشتاء كان ينقل حزمة صغيرة من الحطب إلى غرفة الجلوس في منزلنا الصغير، ويضعها في موقد جانبي، ثم ينضدها بالشاكل الذي أحرق فيه جيرودو برنو ودتن دارك، ثم يوقد النار. ورغم الدخان المتصاعد في أرجاء الغرفة، كنت أتأمل وجهه الممتلئ لوبنه الناضر، وقد امتدت فيه عروف أرجوانية واضحة، وقد بقي فيها هكذا حتى بعد موته، وعينيه الزرقاوين في صفاء البحر أيام الصيف ولحيته البيضاء المرسلة حتى الصدر...

   كان يقتضب العبارات في حديثه وتتألق عيناه بهدوء نقي يوحي إلي بأن أبي اما أنه لا يملك الكثير من الأشياء ما يضيف على أحاديه، أو أنه يملك الكثير من الأسرار التي ينبغي ألا يعرفها الآخرون... والأرجح هو الافتراض الأول. ذلك أن أبي كان عدواً للتكتم طوال حياته... كان يعتبر أن الاحجام عن قول الحقيقة نوعاً من الكذب، مهما تكن هذه الحقيقة.

    كان يقول: لا تكذب لكن لا تتبرع بنشر الفضائح لا لأنها يجب ألا تنشر، بل لأنه قد يكون ما فيها غير صحيح أحياناً... وهذا هو الخطأ... لم تكن تعنيه الفضائح - كان يدعوها أخطاء البشر - لأنه - كما قلنا - كان حريصاً على أن لا يدين أصحابها إدانة نهائية...

    ولكنني ابتعدت كثيراً عن أبي. لا يجوز أن يبحث أمره في مثل هذه السطور الوجيزة... هذا ما أشعر به وأراه جديراً بالاهتمام...

    أبي صفحة البراءة في حياة البشرية... هذا هو عنوان المقال الأول الذي نشرته في إحدى صحف المدينة، وما أزال أفخر باسمي الذي كان توقيعا لعدة آسطر كتبتها من أجله"

(أوراق متناثرة)    

1.8.17

شجرة الدلب

أدهم اسماعيل
   
 "كان في قريتنا جذع شجرة هرمة من أشجار الدلب. كان ضخماً هائلاً تمتد جذوره حتى منحدر الوادي، وقد قطع أكثر من مرة، غير أن فروعه كانت تنمو بسرعة غريبة حتى أنه أصبح وكأنه عدة شجيرات. كنت أحب الجلوس عند هذا الجذع، وأحس قربه أنه صديق قديم، أحياناً يخيل إلي أنه يصنع وجودي.

    أجل الأشياء هي التي تصنع وجودنا. ماذا يكون في حياتي لولا ما أرى وما أسمع؟ لا شئ. أنا الآن جذع الشجرة وزرقة السماء والأعشاب المرتعدة عند قدمي أمام تموجات النسيم، أنا ذاك ولا شئ آخر.
  
    حين ينحسر عني هذا الاحساس، تطبق علي صحارى الهموم القاحلة ويبدو الوجود خالياً من كل معنى"

(أوراق متناثرة)

20.6.17

يا لي من كائن غريب...



"هل مرت ساعة في حياتي لم أحاول أن أجعل منها بداية قصة غنية مليئة بالتجربة والمفاجأة؟ هل رأيت مكاناً لم أر فيه شيئا من ماضي، وأحس انه ملعب طفولتي؟ يا لي من كائن غريب. 
الرؤية هي قصة وجودي. أحدق في كل شئ فيعلمني الفرح والغبطة، ويفتح أمامي طوى تطل على عوالم مشرقة جميلة، عوالم لا أرى فيها غير البحار البعيدة والغيوم الملتهبة في وهج الغروب. وانظر في نفس الانسان فأرى الكآبة والأحزان. ليت العيون المتألقة والملائمح الناعمة هي كل ما في الوجوه البشرية، إذن لكانت الحياة مع الناس كلها حباً وهوى"
(أوراق متناثرة)

20.12.16

أشياء كثيرة عن الحب

(فيصل لعيبي)

أشياء كثيرة عن الحب يجهلها الناس:

ذلك الإيمان العميق بأن الحب لا يعطي نفسه،
إلا للقلوب البسيطة كقلوب الأطفال
ذلك النهم المتوحش إلى ان نلمس من نحب،
ونغمره بالقبلات الدافئة.
كما لو أنه سعادة عظيمة تفر من أيدينا.
وذلك النسيان اللذيذ الذي ينساب في جوارحنا،
عندما تبتعد عنا ذكريات من نحب،
كما تبتعد الشطأن عن عيني مسافر من غير عودة،
وتلك الغبطة التي يغمرنا بها شعورنا بعد الفراق،
بأن من نحب لا يزال حلواً جديراً بأ يحبه الآخرون،
وجمال هذه  الكلمات التي تهمس بها إلينا شفتان جميلتان:
- هل أحببت يوماُ؟

(1950)

29.11.16

صياد السمك


(لؤي كيالي)



صياد السمك يرقب رياح الشمال في قلق حزين،
وهي تجرف باقدامها الخفية أمواج البحر الكامدة،
لماذا يغطي صدره الأسمر العاري،
بأطراف مهلهلة من فتحة قميصه،
ويمسك بيده المعروقة صاري زورقه،
ويضع قدمه المشققة في حذر على الصخور،
وينظر إلى الشمال في قلق حزين؟
إن الرياح الباردة تريد البحر وحده،
لتعلق ظفرها الأبدي على الأمواج،
فلمَ ترتعد في خوف أيها الصياد؟

(1950)

13.9.16

الفقر


الفقر. لا تسلني عن الفقر:

إنه الشارع الرئيسي في قلب المدينة
وقد غطته الثلوج وعصفت فيه رياح الشمال،
وملآت سماءه الرمادية الحزينة،
آجنحة ممزقة من دخان المدافئ الازرق...
وأصداء متقطعة لسعال محتضر حزين...
إنه آثار أقدام صغيرة حافية،
توشيها قطرات من الدم الأحمر،
تتناثر على صفحة الثلج البيضاء
على طول الشارع الرئيسي في قلب المدينة
الفقر. لا تسلني عن الفقر


(1950)

20.10.15

كل قلب محب...

غريتا علواني





"كل قلب محب هو الحياة بأسرها: الحياة الطليقة المبدعة التي تستمد من المطلق، من الحقيقة، جميع عناصر وجودها"

18.10.15

...وليكن شعارنا هذه الكلمة


الحبيب شبيل




"...وليكن شعارنا هذه الكلمة التي وجهها أحد الشعراء في أوروبا الى الشباب +إن التعزية كلمة جافة، فمن لا يستطيع اليأس المطلق عليه أن يغادر الحياة+.. ومعنى ذلك ان الذي لا يريد ان يرى نفسه في أعمق الاغوار لا يملك القدرة على تصور ابعد الذرى، اي غير جدير بالعمل لفكرة مقدسة كفكرتنا، أي غير جدير بالحياة"
(1946)

16.10.15

منطق الحب

امين الباشا






 "للحب منطق فوق الانسان نفسه، لأنه لا طريق له محدودة ولا قانون. انه الطريق والقانون"

14.10.15