أدهم اسماعيل |
"للنظرة الأولى في كل حب مكانة ممتازة يتطلع إليها القلب الولهان في أشد الساعات ضيقاً وهماً. كيف حدث هذا؟ ذلك ما يردده القلب في كل حين... شعور عميق بأنه في هذه النظرة لم يكن يملك شيئا من مصيره، ألهية في يد الجمال، تفعل به ما تشاء. قلبي خضع للنظرة الاولى ولم يبح بكلمة. حاول مراراً أن يخنق ذلك التطلع الملح إلى وجه من يحب، لكن عبثاً حاول. في ذلك الحين كان كبحيرة صافية هادئة عبثت بأمواجها إلى الأبد رياح لا تكف. كان ثغراً مطمئناً للقبلات حدثه الغيب عن طعم سحري غريب، في بلاد نائية. كان عيناً ضاحكة أيقظ فيها الجمال حب المجهول فأصبحت تحن للرؤية، لا تعرف الاستقرار. هل أحببت من النظرة الأولى؟ ان للقلب عالما لا نستطيع معرفة شئ عنه. كل ما أذكره في مساء ذلك اليوم: انها جميلة... وكان وجهها الحلو يثب إلى خيالي بين حين وآخر، طوال الليل، حاملا معه جواً حبقاً برائحة الأساطير. ثم توارى أياما طوالاً. ماذا كان يفعل القلب خلال هذه الأيام الطوال؟ عندما رآها بعد ذلك لم يخفق ولم يضطرب. أين مضت نشوة النظرة الأولى؟ ان شيئا من الخوف كان يسدل ستاره على قلبي ويمنعه من النظر الى السمراء ثانية. هذا الخوف تفسره طبيعتي. طبيعتي تكره الحلم والخيال. طبيعتي من الرؤية واللمس. انها تنفر من كل ما هو وهم عابث".
(أوراق متناثرة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق