يقول ويندت:"يصدر المحرم (التابو) عن نفس الينبوع الذي تصد عنه أكثر الغرائز بداءة ودواماَ في الانسان: عن الخوف من فعل القوى الشيطانية"(2). لذا فإن المحرم لا يقتصر على الأمور المادية بل أنه يبدو من الوجهة المعنوية، أعمق أثراً على الحياة الابتدائية. يقول فرويد "كل ما يوجه الافكار الى ما هو محرم، أي كل ما يثير تماساً مجرداً أو فكرياً، إنما هو محرم تماماً مثل التماس المادي"(3).
وليس من الصعب أن نتبين استمرار الطابع الأخلاقي في الخشية التي يمثلها ندم المأساة في الحياة الانسانية. فحيث يبدو الانسان منسحقاً أمام سطوة القدر، يكون ثمة حد فاصل بين ما كان ينبغي أن نحجم عنه وبين ما كان يجب أن نقدم عليه، وبتعبير آخر بينالحرام والحلال، بين المدنس والمقدس.
غير أن الدور الذي يلعبه المحرم في تجربة المأساة لا يقف عند حدود الندم على موقف أو التكفير عن خطيئة. بل إنه يتمثل في التصميم على حماية المقدسات المنهارة والانبعاث بها من جديد".
(العرب وتجربة المأساة)
(1) فرويد "التابو والطوطم"
(2) ويندت "بسيكولوجيا الجماعة"
(3) فرويد المصدر ذاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق