هنا أو هناك
وفي كل أرض وفي كل جيلْ
يغمغم شئ من المستحيلْ
ومصدره من هناك
إذا الفجر جاءْ
ووشى دروب الفضاءْ
بأروقة من رفيف الضياءْ
يول الندى لارتعاش الورودْ
رويدكَ، إن الدجى لن تعودْ
فأنت الخلودْ
لأن جمالاً هناكْ
وينشق يوماً شذاكْ
وحين..؟ وفي كل حينْ
يزمجر في جانحي الحنين
وبعيداً أمضي بعيداً
فلا ظل لهم، ولا مكان لقبرِ
ومن الناسِ لا ضجيجَ
فلا صيحة وغد، ولا استغاثة حر
لا اكتئاب على وجوه الجماهير
ولا ذلة الأذى والفقرِ
بل أسارير عالم طافح البشر
جميل كقبلة من ثغرِ
أرضه من تألق الزنبق الغض
وأنسامه أراجيع شعرِ
ودروب نشوى تعثَّر بالزهر
وأعطافها بقيت سرِ
وذاك..
لأن جناحي ملاك
ملاك مع الفجر طائف
يقولان مرت هناك
هنالك مرت عواطفْ
(1953)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق