(عبد الله بنعنتر) |
... أن الدعامة الرئيسية في تحرير العقل تتمثل في ترويضه على التعبير عن الحقيقة. ولا سبيل إلى ذلك بتعلم اللغة فحسب، بل بإتقانها والحفاظ على تقاليدها.
إن التردي الذي تعانيه اللغة العربية في حياتنا الراهنة هو جزء من العبودية المتوارثة. فاللغة القومية هي البداية العفوية لكل تكون حضاري في حياة الشعوب. وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تعترض المناهج في وضع حل جذري لأزمة اللغة، فإن الموقف الثوري يفرض العودة إلى البداية. فالأزمة في الحقيقة ترجع إلى أن هذا الجانب من التحرر يقتضي وعي التراث العربي والرجوع إلى ينابيعه البعيدة
ولا سبيل إلى هذا إلا بمعاناة التجارب الثقافية التي أتاحا للأمة أن تبدع هذا التراث، وهي مهمة جيل من الموهوبين ليس من الصعب أن توفر الشروط التربوية لظهوره. إن الارتباك الذي تتعثر به اللغة العربية في مشكلة التعبير عن تجارب الإنسان المعاصر وشؤون الحياة الحديثة، يبرر في نظر الكثيرين إدانة اللغة والتراث معا، ومن ثم يبدو العبث بالقيم اللغوية إذا صح التعبير، نوعاً من التحرر. لكنه تحرر كاذب بل إنه استمرار للتشبث اليائس بروح الانحطاط.
("المناهج والمفاهيم الثورية"، مقالات تربوية، 1967)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق