اما كان يجب ان اراه قبل ان يموت، هو
الذي تركته منذ تسع سنوات قويا يتدفق فيه حنان الابوة تدفق الحياة.. ودعني وانا
طفل في امس الحاجة الى وجوده، وبكى
، وهمس والدموع تنحدر غزيرة من عينيه، اذهب يا بني ان في بلاد العرب مأوى للعرب، لك ولاخيك، ولهذا النبي الذ مر بيننا ولم نفهمه.. مأوى وراحة.
، وهمس والدموع تنحدر غزيرة من عينيه، اذهب يا بني ان في بلاد العرب مأوى للعرب، لك ولاخيك، ولهذا النبي الذ مر بيننا ولم نفهمه.. مأوى وراحة.
اما كان يجب ان اراه ثانية، لاحدثه
عن المأوى والراحة في بلاد العرب؟ اما كان يجب ان اراه بعد ان كتب الينا رسالته
الاولى وقد دعوناه الى الخلاص، فكتب هل تريدون ان اترك قبر جدكم وحيدا؟ اما كان
يجب ان نلتقي ايضا عندما داهمه المرض فكتب: ان املي بالمستقبل يقوى يوما بعد يوم،
شقوا طريق الحياة بانفسكم ولا تخافوا الفقر..
ثم انقطعت رسائله حتى الشهر الماضي، خط مرتعش لا يكاد يفهم: لست
مريضا. ان ثقتي بالله قوية، لا بد من اللقاء يا ولدي ولو على حافة القبر..
ولم يكن لقاء بل قبر..
(.....) مر اليومان الماضيان وكانني في حلم، حلم قريب، كانني طفل لا ازال
احيا في وطني الاول وكأن سنوات الاغتراب فترة قصيرة"(رسالة بتاريخ 12 نيسان 1947، المؤلفات الكاملة، الجزء السادس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق